12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

فضل القرآن الكريم

2021/04/03 11:42 AM | المشاهدات: 1093


فضل القرآن الكريم
جهاد شلباية

سوف نتحدث عن فضل قراءة وحفظ القرآن الكريم والعمل به 

فقراءة القرآن من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات وسوف نتعرف أكثر من خلال المقالة التالية

 حيث قال عثمان بن عفان: "لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لَأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف"، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله، وحامله من أهل الله وخاصّته..

 

إقرأ أيضاً :طفولة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

 

  فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» صحيح ابن ماجه (179). وقد أخبر النّبي أنّ الخيريّة والرّفعة لمن تعلَم القرآن وعلَّمه، فقال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» صحيح البخاري (5027)، و«إنّ اللّه تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين» صحيح الجامع (1896)، وهذا محسوسٌ ومُشاهدٌ بين النّاس، ويأتي القرآن شفيعًا لصاحبه يوم القيامة، ويجعله مع السّفرة الكرام البررة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقّ، له أجران» صحيح مسلم (798)، وقال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له، مع السّفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران» (متفق عليه). ومن شغله القرآن عن الدّنيا عوّضه اللّه خيرًا ممّا ترك، ومن ليس في قلبه شيء من القرآن كالبيت الخرب، فكم هي البيوت الخربة، والقلوب الخربة التي أدمنت اليوم على الغناء والرّقص و(الفيديو كليب) وغيرها، وهجرت القرآن كلام الرحمن 

 

إقرأ أيضاً :إطعام المسكين

 

وردت أدلة كثيرة من القرآن والسنة في فضل القرآن ومنزلته في عمومه وفي خصوص بعض السور وآيات معينة من بعض السور، فمن أدلة فضل عموم القرآن ومنزلته وصفه بصفات عظيمة تبين مكانته، كقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَىالنُّورِ} [إبراهيم: ١] فالكتاب منزل كي يخرج الناس من الظلمات إلى النور أي من الضلالة إلى الهدى ومن عذاب السعير إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض وكفى بهذا فضلًا ومكانة، وكقوله: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْـمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَالصَّالِـحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: ٩]، وقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْـحَدِيثِ كِتَابًامُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلَى ذِكْرِ اللَّهِذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]، وقوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَـمَّا جَاءَهُمْ وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ 41 لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْخَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42]. وهو كتاب مفصل مبين لا غمض فيه، مبين فيه الحق من الباطل على علم من الله تعالى .

 

إقرأ أيضاً :عيسى عليه السلام

 

كما ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يحفظ القرآن الكريم، ويُراجع حِفظه كلّ عامٍ مع جبريل -عليه الصلاة والسلام-، ويعرضه على الصحابة -رضي الله عنهم-، ولو لم يكن في حِفظ القرآن الكريم من فضيلةٍ إلّا التأسّي بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والسَّير على خطاه لكفى بها من فضيلةٍ، فَضْلاً عن أنّ حِفظ القرآن الكريم من باب التأسّي بالسَّلَف الصالح كذلك،[١] وقد وردت الكثير من النصوص التي تدلّ على عظيم مكانة حَمَلة القرآن الكريم وحَفَظته؛ إذ إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُميّز حَفَظة القرآن الكريم عن غيرهم من الصحابة -رضي الله عنهم-، وأوصى الأمّة من بعده بإكرام أهل القرآن، وبيَّن -عليه الصلاة والسلام- أنّ إكرام أهل القرآن الكريم من إكرام الله -تعالى-، ومن الأمور التي تدلّ على عظيم مكانة حَمَلة القرآن الكريم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لقَّبهم بلقبٍ عظيمٍ لم يحصل عليه أحدٌ من العالَمين؛ إذ سمّاهم أهل الله وخاصّته؛ فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ قالوا: من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ)،[٢] كما بيَّنَ النبيّ -صلّى لله عليه وسلّم- أنّ أهل القرآن الكريم لهم مراتب عُليا في الجنة .

 

إقرأ أيضاً :كيف نبني بيتاً في الجنة

 

نَيْل الشفاعة يوم القيامة: إذ إنّ الله -تعالى- أكرم حافظ القرآن الكريم بالشفاعة يوم القيامة؛ لِما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ).[٤][٥] ارتداء تاج الكرامة وحُلّة الكرامة: فقد أكرم الله -تعالى- أهل القرآن الكريم بلبس تاج الكرامة، وحُلّة الكرامة؛ لِما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يجيءُ {صاحبُ }القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فيُلبسُ تاجُ الكرامةِ، ثم يقولُ: يا ربِّ زدهُ، فيُلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ، ثم يقول: يا ربِّ ارضِ عنهُ، فيقالُ: اقرأْ وارقأْ ويزادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً).[٦][٧] أهل الله وخاصّته: إذ إنّ حِفظ القرآن الكريم سببٌ في أن يكون المسلم من ضمن أهل الله وخاصّته؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ قالوا : من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ).[٢][٧] الأولويّة في إمامة الصلاة: إذ إنّ حافظ القرآن الكريم أحقّ الناس بالإمامة في الصلاة، ويُقدَّم المرء إلى الصفوف الأولى في الصلاة بحسب حِفظه القرآن الكريم؛ لِما ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لِيَلِنِي مِنكُمْ، أُولو الأحْلامِ والنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلاثًا، وإيَّاكُمْ وهَيْشاتِ الأسْواقِ)،[٨] ولِما ورد عن أبي مسعود عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فإنْ كَانُوا في القِرَاءَةِ سَوَاءً، فأعْلَمُهُمْ بالسُّنَّةِ، فإنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً، فأقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فإنْ كَانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً، فأقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ في بَيْتِهِ علَى تَكْرِمَتِهِ إلَّا بإذْنِهِ. قالَ الأشَجُّ في رِوَايَتِهِ: مَكانَ سِلْمًا سِنًّا).[٩][١٠] نَيْل أعظم المراتب يوم القيامة: فقد أكرم الله -جلّ وعلا- حافظ القرآن الكريم بالمراتب العُليا يوم القيامة؛ إذ إنّه مع الملائكة السَّفَرة الكرام البررة .