12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. قصة كعك العيد عبر التاريخ

2022/04/18 12:49 AM | المشاهدات: 728


|شمس مصر|.. قصة كعك العيد عبر التاريخ
هند شاكر

الكعك في عصور ما قبل الإسلام كانت البداية الحقيقية لظهور كحك العيد منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة تحديدًا أيام الفراعنة القدماء، فقد

"أصل ظهور "كعك العيد"

يحرص المصريين على استقبال عيد الفطر المبارك، بشراء كعك العيد أو عمله بالطريقة المنزلية كما اعتاد كثير من البيوت المصرية، التي تعد عادة من العادات التي يحرص عليها المصريين وهو وجود الكعك والبسكويت والحلويات الأخرى الخاصة بعيد الفطر في هذا اليوم.

يعد "الكعك والبسكويت" من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، والتي يرجع أصولها إلى عصر الفراعنة، فهم أول من عرفوه، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة، مثل: "اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير"، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض، ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة، وكان المصريون القدماء يرسمون على الكعك صورة الشمس.

وفي التاريخ الإسلامي، استمرت عادة صناعة الكعك في مصر بعد الفتح الإسلامي، فكانت الدولة الطولونية والدولة الإخشدية، تستخدم تلك العادة للتقرب للمصريين وكسب ودهم ولإضافة شرعية على حكمهم، وقد نجحوا في استثماره كدعاية لهم

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أشهر المساجد التاريخية

 

(الدولة الطولونية (868 – 904 م)

 كانت تصنع كعك العديد اهتمام كبير، فكان كعك العيد يَصنع في مطابخ القصر الحاكم، ويتم توزيعه على المصريين، وكان يتم نقشه برسومات مختلفة، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر

 

أما في( عصر الدولة الفاطمية (909 – 1171 م)

 فقد حرصوا على الإبداع في تلك العادة لكسب ولاء ومحبة المصريين، لذلك أنفقوا أمولًا طائلة، حيث تم تخصيص إدارة حكومية أطلق عليها "دار الفطرة" ورصدوا لها مبلغ 20 ألف دينار، وعهدوا لها بـ 100 صانع كعك، يبدأ عملهم من منتصف رجب وحتى العيد، وكان الخليفة يشرف بنفسه على صناعته وتوزيعه على المصريين، وكان الفاطميون يحرصون على إعداد سماط (طاولة ضخمة) طولها 1350 متر، ويوضع عليها 60 نوع من الكعك ومشتقاتها، وكان الخليفة يصلي الفجر ويقف في الشباك وأمر بدخول عامة الناس، فيأكلون منه ويحملون منه إلى ديارهم.

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أشهر قصص الحب في مصر الفرعونية

 

كانت تنقش على الكعك عبارة "تسلم إيدك يا حافظة" نسبة إلى أشهر صانعة للكعك في هذا العصر، وكان هذا بمثابة "علامة تجارية في هذا العصر" وكان صفوة ضيوف الخليفة فقط هم من يستطيعون الحصول على هذا الكعك.

واكتشفت صور لصناعة كعك العيد تفصيليًا في مقابر طيبة ومنف، من بينها صور على جدران مقبرة (خميرع) من الأسرة الثامنة عشر، التي تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها، ثم يرص على ألواح الإردواز، ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت، وأحيانًا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة)، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب، ووجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل

 

اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أسطورة لعنة الفراعنة

 

وتظل التراث العربي معبرًا عن حاله حتى يومنا هذا وخاصةً بمصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي.. وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وعبارات أخرى تحمل نفس المعنى، وبمجرد اقتراب نهاية شهر رمضان، كانت السيدات تتسارع لشراء مستلزمات صناعة الكعك، وتتفنن في عمله وتقديم أنواع أخرى للضيوف والأقارب والأصدقاء

كما يحرص المسلمين عقب أداء صلاة عيد الفطر المبارك على تبادل التهاني بقدوم العيد، وتبدأ مظاهر الاحتفال بتوزيع "العيدية" والهدايا على الأطفال تحديدًا كنوع من خلق البهجة والابتسامة عليهم في العيد، كما يعتبر المسلمون العيد "فرصة جيدة" للتقارب بين بعضهم البعض، وإحياءً لـ "صلة الرحم" بينهم، التي حثهم عليها الدين الإسلامي.