12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شمس مصر/ معبد بهبيت الحجارة .

2022/11/15 11:30 PM | المشاهدات: 657


شمس مصر/ معبد بهبيت الحجارة .
انجي ماهر

 

بهبيت الحجارة إحدى قرى مركز سمنود التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية.
 عُرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم "بر حبت" ، أو : "بر – حبيت" ، اى "بيت الأعياد" ، ثم حرفت فى العربية إلى "بهبيت.
وتعد "بهبيت الحجارة" الحالية ، من أهم مدن الإقليم الثانى عشر قديماً ، وبها الآن أطلال معبد قديم يرجع للعصور المتأخرة من التاريخ الفرعونى . وأحجاره الجرانيتية والبازلتية زاخرة بالنقوش من تلك الفترة ومن فترة العصر البطلمى التالية لها .
وقد اطلقت على معبد "بهبيت الحجارة" اسم "فيلة الشمال" لأنه يعتبر من أهم وأجمل المعابد التى خصصت لعبادة المعبودة "إيزيس" فى الدلتا . وقد بنى المعبد فى عصر متأخر جدا من تاريخ مصر فى أيام "نختانبو الأول" من ملوك الأسرة الثلاثين ، و "بطليموس الثانى" بعد ذلك . ولا تزال هناك بقايا السور المبنى باللبن الذى يضم خرائب ذلك البناء ، والذى كان فى أحد الأيام معبدا كبيرا . وهذه الخرائب تتمثل فى كتل من حجر الجرانيت الأحمر والأشهب ، الذى تميزت به مبانى "نختانبو" فى الدلتا . ولابد أن هذه المبانى قد كبدته الكثير من التكاليف والجهد ، لأن الجرانيت الأحمر كان يجلب من أسوان فى الطرف الآخر من المملكة (الصعيد) . ويتميز هذا المعبد بجمال نقوشه التى تمثل العديد من الطقوس الدينية المختلفة ، والتى يقوم بها الملك أمام ربة المعبد "إيزيس" ، وبعض المعبودات الأخرى المرتبطة بها ، مثل "أوزير" ، و "حور" ، و "حتحور" ، و "أنوبيس" ، و "مين" معبود مدينة "قفط" . وعلى الرغم من أن المعبد قد تهدمت جدرانه ، فإن أكثر أحجاره ما زالت باقية فى مكانها وعليها نقوش هامة فيها مناظر تقديم القرابين لعدد غير قليل من المعبودات ، وبخاصة الثالوث الأوزيرى (أوزير ، إيزيس ، حور) .

أقرأ أيضًا:- شمسُ مِصر /العدالة في مصر القديمة
وقد نالت مدينة "بهبيت" ومعبدها أهمية كبيرة من قبل الرحالة والعلماء والأثريين ، إبتداءا من هيرودوت ، والذى أشار إلى احتفالات للمعبودة "إيزيس" مرتبطة بالمعبود "أوزير" "جدو" (مدينة أبو صير بنا) . وذكر (اسطفانوس) البيزنطى المدينة بأسم "ايسوبولس" بمعنى مدينة "إيزيس" . وفى القرن السابع عشر ، أشار "بيركلادويسكارب" ، إلى المدينة وربط المعبودة "إيزيس" ، بالمعبودة "أفروديت" ، وذكر معبد "أفروديت" فى تلك المدينة نظراً لظهور "إيزيس" بنفس هيئة "حتحور" البشرية . وقد سجل "بول لوكاس" ، أول تسجيل لبعض مناظر المعبد فى نفس الفترة . كما أن الرحالة الجغرافى الشهير "Richard Bicok" ، قدم وصفاً مختصراً للمعبد ، وأشار إلى نقوش قدس الأقداس ، بأنها أجمل ما رأت عينه فى حياته ورسم خريطة للموقع متضمنا السور اللبنى المحيط به . وفى زمن الحملة الفرنسية ، ومع بداية القرن التاسع عشر ، زار علماء الحملة الفرنسية قرية "بهبيت" ومعبدها ، وجعلوا لها جزءا يسيرا ضمن موسوعة وصف مصر وتحدثوا عن السور اللبنى ، وقاموا بتصوير بعض المناظر ومقارنتها بمناظر "معبد دندرة" .
يعتبر السبب الرئيسي لانهيار المعبد هو هبوط الأساسات، نتيجة ارتفاع مستوى المياه الجوفية على مر العصور، وهناك رأي آخر يرجح انهيار المعبد كان بسبب حدوث زلزال في هذه المنطقة، وقد عثرت بعثة هيئة الآثار على أجزاء من تمثال لأبي الهول يحمل اسم “نخت نيف الثاني”، ولهذا يمكن تصور وجود ممر يؤدي من المرسى إلى مدخل المعبد، ويوجد على جانبيه تماثيل على شكل أبي الهول، وطبقا للتخطيط المعماري المفترض، فإن المدخل الغربي يؤدي إلى المحور الرئيسي للمعبد.
وقد اهتم الدارسون بدراسة هذا المعبد، ومنهم العالم الألماني “رودر” في الأعوام من 1909- 1930 وكذلك العالم السويسري “نافيل”، والذي قام بنسخ وتصوير الأحجار، ونشر دراسته عام 1930م، ثم العالم الفرنسي، “مونتيه” الذي نشر نتيجة دراسته في مصلحة الآثار، كما قامت الباحثة الفرنسية” ميكس” بدراسة تفصيلية لجميع الكتل، وترجمة نقوشها وتحليلها من الناحية الدينية، واستطاعت وضع تصور للتخطيط المعماري الذي كان عليه المعبد قبل.

أقرأ أيضًا:- |شمس مصر|... الكنيسة المعلقة بمصر القديمة.
ولم يتبقى من هذه المدينة إلا أطلال معبد بنى من حجر الجرانيت الوردي، وقد أكتشف بينها على أجزاء من أعمدة ذات تيجان حتحورية، وسلم ضخم مكون من عدة درجات، وعدة كتل حجرية تحمل اسم” الملك نخت، نيف الثاني” من الأسرة الـ 30 ، وعدد كبير من الأحجار تحمل اسم الملكين ” بطليموس الثاني والثالث”.