كان الإنسان من وجهة نظر المصريون القدماء غامض شديد التعقيد، فالإنسان كان لديه جسد مادي ملموس ولكنه غير مميز فيمكن أن يتحول البطل في أساطيرهم إلى شجرة أو حيوان دون أن يفقد هويته الأساسية، وايضاً يمكن أن يحل محل الجسد تمثال أو صورة أو ما شابه، لتجسيد فقط، ففكرة الجسد كانت لديهم شديدة التعقيد، لذلك إذا لم يدفن الجسد و تدمر صورته التي في اعتقادهم أن الروح تتجسد من خلالها فإن الروح لن تعود إلى طبيعتها وعالمها.
فالحياة عند المصريون مزيج بين العناصر الحيوية والجسد إذا انفصلوا يحدث الموت، وايضاً في الحياة الآخرى، لا يكفي الإعتماد على العناصر الروحية، بل هناك حاجة إلى الجسد لمواصلة الحياة، لذلك هناك أهمية كبيرة للجسد عند المصرين القدماء.
-------------
اقرأ أيضاً خبايا و اسرار فن التحنيط لدي المصريين القدماء
--------------
خلود الذات: في بعض الحضارات البدائية في العصور الأولى انتشر عند المصريون القدماء فكرة خلود النفس، مع الرغم من وجود بعض الاختلافات في تصورها، وايضاً قالوا بوجود انفصال بين حياة الإنسان وأفعاله في الحياة الدنيا وبين الحياة الأخرى.
والعصور التالية: اختلف بها الفكر فظن المصريون بفكرة الوقوف أمام القضاه للمحاسبة، ومن ثم بعد ذلك فكرة الصراط الذي هو عبارة عن قنطرة يعبر بها البعض وهم الأبرار، والبعض الآخر لايستطيع المرور ويسقط إلى الهوية.
ومن الأسباب التي جعلت المصريون القدماء يتعلقوا بفكرة الخلود، رؤيتهم الواضحة في وجود تفرقة بين طبيعة الجسد وطبيعة النفس، وتعلقهم الزائد بالحياة الدنيا، والتنازع على الحياة ومحاولة الفرار من الموت .
--------------
اقرأ أيضاً قصة هلع الخديو توفيق بعد رؤيته «رمسيس»: كاد أن يقع على الأرض
--------------
فالحكمة المصرية أكدت على ضرورة وجود عالم أخر دائم ثابت عكس العالم المادي الزائل المتغير، فأكد المصريون على حقيقة البعث بعد الموت، بل قالوا أن الموت يشبه فترة من النقاهة بعد المرض، فالموت هو المرحلة التي يتخلص بها الإنسان من جميع مشكلات الحياة والأمراض والألام، فالحياة الأخرى عند المصرين القدماء ما هي إلا فكرة لمحاولة الهروب من الحياة الدنيا الفانية.
--------------
اقرأ أيضاً بورتريهات الفيوم
--------------
