12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

معبد كوم ماضي الجزء الثانى

2021/01/20 11:56 AM | المشاهدات: 639


معبد كوم ماضي الجزء الثانى
منار سعيد

كان فى أقصى الجانب الشمالى من الفناء بقايا الجانب الشرقي من البوابة الرابعة للمعبد.  

يلي البوابة السابقة جوسقا مستطيل الشكل، ويقع على محور شانيةالمعبد نفسه، بحيث يضم ثمانية أعمدة موزعة بالجداريين الشمالى والجنوبي بواقع عمودين في كل جانب الشرقي والغربي يتخللها الستائر الجدارية، أما جانبي الجوسق الشرقي والغربي فهى خالية من الاعمدة تماما، والجوسق بأكمله خال من النقوش ويتشابه مع جوسق تراجان فى معبد فيلةوجوسق معبد تبتونيس" بالفيوم، وتغطى الرمال معظم الجانبين الشرقي والشمالي منه، وقد عثر بداخله على ثمانية تماثيل لأبى الهول اثنين منهما فاقدي الرأس وأربعة برؤوس بشرية تحمل ملامح الملوك البطالمة ولكن يصعب تحديدهم والنقوش الموجودة على القواعد مهداه إلى المعبود سوبك والمعبودة رننوتت ولا تحمل أسماء الملوك، أما الأسدين الباقيين فهما يحملان الملآمح اليونانية. يلي الجوسق من الناحية الشمالية جزء مفتوح ربما كان يمثل جزءا من فناء الدولة الوسطى الذي أقيم بداخله الجوسق في عصر تالي وهو خال من النقوش، وبجانبه الشمالي مدخل يفتح، على ردهة مستطيلةالشكل بها بقاياقاعدتين لعمودين ويبدو أنها كانت مسقوفة، ويتوسط الجدار الشمالي لهذا الفناء مدخل يفتح على ردهة قدس الأقداس.  

 

 

إقرأ أيضاً/باستت

 

 

جاءت ردهة قدس الأقداس مستطيلة الشكل، ويرتكز سقفها على عمودين على هيئة حزمة سيقان نبات البردي أما تيجانهما فهي تمثل سيقان البردي وقد شد بعضها إلى بعض ويلاحظ وجود الرباط ذو اللفات الخمس أسفل التاج، والتي يطلق عليها تيجان البردي المبرعم وهى تتشابه مع مثيلاتها بمقاصير تحتمس الثالث وحتشبسوت بمعبد الأقصر ويحيط بالجزء السفلي من العمودين على محور المدخل بناء حجري صغير مستطيل الشكل بارتفاع خمس مداميك ويبدو أنه ترميم في الدولةالحديثة الأسرة التاسعة عشر وفقا لما ذكره "سليم حسن". )

زينت جدران هذه الردهة بنقوش يظهر عليها حاليا آثار تدمير وطمس شديد وما تبق منها على الجدار الغربي يمثل ملكا واقفا بين معبودين يقومان بتطهيره لم يفصح المنظر عن أسمائهم أو بعض ألقابهم؛ وفى الجدار نفسه وأسفل المنظر السابق مصطبة صغيرة بها حجرة وبجانبها الشمالي بقايا درجات سلم تصعد على سقف الحجرة التى ربما كانت تستخدم لحفظ القرابين أو أدوات التطهير، ويوجد بالركن  الجنوبي الشرقي من الردهة مائدتين صغيرتين للقربان خالية من النقوش والزخارف.  

 

إقرأ أيضاً/الدولة الطولونية

 

 

يتوسط الجدار الشمالي لهذه الردهة مدخل يفتح على قاعة قدس الأقداس، نقش بالعتبة العلوية منظران متقابلان بالنحت البارز ما تبقى منهما بالجزء الأيمن يصور الملك "أمنمحات الثالث" يقدم قربانا لمعبود ومعبودة واقفين أمامه فاقدي الرأس يبدو أنهما برؤوس حيوانية حيث يتدلى على الصدر طرفي الشعر المستعار، أما المنظر الأيسر فيصور  الملك نفسه مقدما قربانا للمعبود "سوبك" تقف خلفه معبودة فاقدة الرأس يبدو أنها برأس حيوانية حيث يتدلى على صدرها طرفي الشعر المستعار ويتضح من هذين المنظرين أن الملك يقدم قربانا في المنظر الأيمن للمعبود "حور" والمعبودة "رننوتت"، أما المنظر الأيسر فيقدم للمعبود "سوبك" والمعبودة "رننوتت "وزين كتفي المدخل بعدد من النصوص في أسطر رأسية ذكر على الجانب الأيمن منها ألقاب الملك  "أمنمحات الثالث"، أما الجانب الأيسر فورد عليه ألقاب الملك "أمنمحات الرابع" ويظهر صقران مجنحان بكلا الكتفين كمظهر من مظاهر حماية الألقاب الملكية.  

وزين ممر المدخل بمنظرين على الجانبين نقشا بالبارز متماثلين تقريبا يصوران الملك في كل منظر في اتجاه الداخل؛ الأيمن منهما لا تظهر من معالمه شيء، أما الأيسر فيظهر به الملك "أمنمحات الثالث" يعلوه أسماؤه وألقابه وخلفه مباشرة امرأة صغيرة الحجم صورت بمستوى كتفه.  

 

 

إقرأ أيضاً/خان الخليلى

 

 

أما قاعة قدس الأقداس فقد جاءت أيضا على شكل المستطيل شيد بداخله بالجانب الشمالي منه ثلاثة مقاصير متجاورة أقيمت على مصطبة بعرض قدس الأقداس بارتفاع مدماك واخد وأحيط مدخل كل منها بزخرفة الخيزران وتوج من أعلى بالكورنيش المصري،  ويفصل بين المداخل الثلاث نصان رأسيان مهشمان في معظمهما يظهر بهما واضحا اللقب النسوبيتى للملك " أمنمحات الثالث "، أما اللقب " سا_رع " فيظهر به آثار تدمير عن عمد، ويظهر على جدران هذه القاعة بقايا نقوش لا يظهر من معالمها سوى بقايا منظر بالجدار الشرقي الأيمن يصور الملك وخلفه "الكا" أمام أحد الأرباب.  

يتضح من المقاصير الثلاثة أن الوسطى أكبر حجما مما يدل على أنها خصصت للمعبود الرئيسي للمعبد، وقد ذكر "فوليانو" أنه عثر بهذه المقصورة على تمثال ثلاثي يمثل المعبودة "رننوتت" بهيئة آدمية ورأس كوبرا وعلى جانبيها يقف الملكان أمنمحات الثالث وولده أمنمحات الرابع، واتفق معه "برناند"، إلا أن كل ما ذكره برناند عن هذا التمثال الثلاثي لم يبق منه داخل المقصورة سوى القاعدة يتوسطها جزء مستطيل  مرتفع مدمر على جانبيه آثار أقدام آدمية صغيرة متماثلة، ولم يظهر على جدران المقصورة من الداخل من النصوص أو النقوش ما يدل على المعبودة والملكين.

 أما المقصورتان الثانية - الغربية - والثالثة - الشرقية - فهما مماثلتان من حيث الحجم تقريبا، ويذكر "فوليانو" مؤكدا أن المقصورة الثالثة كانت تحتوى على تمثال للمعبود التمساح سوبك وأتفق معه "برناند".  

يتضح مما سبق أن معبد الدولة الوسطى كرس في عهد الملك إمنمحات الثالث لعبادة ثالوث مكون من المعبودة "رننوتت" والمعبود  "سوبك" والمعبود "حورس"، وقد خصصت المقصورة الوسطى للمعبودة  "رننوتت" التي من المحتمل أنها قامت بدور المعبودة نيت في سايس " والمقصورة الغربية خصصت للمعبود الابن سوبك اما المقصورة الشرقية فكرست للابن الثاني "حورس". نظرا لما قام به الملك أمنمحات الثالث في إقليم الفيوم من أعمال جليلة وإنشائه لهذا الإقليم فمن المحتمل قيام ساكني هذا الإقليم بتقديسه  ورفعه إلى مصاف الأرباب في عهد خليفته "أمنحتب الرابع" الذي أدخل عبادة أبيه ضمن ثالوث هذا المعبد بدلا من المعبود "حورس"، مثله في  ذلك مثل الملك "أمنحوتب الأول" الذي أنشأ مجتمع العمال بدير المدينة بالبر الغربي بالأقصر وعثر له على عدد من المقاصير عبد فيها مع أمه"  أحمس نفرتارى وأتفق في هذا الرأي مع ما ذكره "سليم حسن" في هذا الشأن. كما يتضح من دراسة لقب سارع" للملك "أمنمحات الثالث"  والذي يحتوى على اسم المعبود "آمون" أنه قد تم كشطه عن عمد أثناء  الثورة الدينية لإخناتون ويظهر ذلك واضحا من الخراطيش الخاصة  بالملك داخل قدس الأقداس.